من أسرار الدعاء

من أسرار الدعاء
في رمضان الماضي وفي أحد الأيام فوجئت بشئ غير عادي وأنا بادعي الله بحاجتي التي كثيرا ما أسأله سبحانه أن يقضيها لي فليس لي سواه ، ولكن الحاجة الغريبة عندما حدثت وربما كانت ليلة القدر شعرت بل زاد شعوري بأن الله قد استجاب وبدأت انتظر النتيجة بفارغ الصبر ، خاصة وأن هناك شعور رائع فاض من الله عليا يذكرني بقصة زكريا والسيدة مريم عليهما السلام وذلك كله وأنا لم أخرج من المحراب ومازلت في دعائي
إذ ما حدث معي نفس ما حدث مع سيدنا زكريا عليه السلام إذكركم بالقصة سيدنا زكريا يدخل علي السيدة مريم يجد عندها رزقا ، رزقا ليس هذا أوانه مجرد وجود الرزق عند السيدة مريم معجزة إذ من أتي به فما بالكم وهي يأتيها فاكهة الصيف في الشتاء والعكس
ولكن ما رد السيدة مريم علي سيدنا زكريا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
هنا لك دعا زكريا ربه ، هنا إنتبه سيدنا زكريا لمعني خطير وهو أنه كان صابرا علي قضاء الله في عدم الولد ولكنه لم ينتبه أنه لم يدعي به ولم يطلب وأن الله يرزق من يشاء بغير حساب عندها طلب الولد فجاء الولد
هذا بالضبط ما حدث معي لقد ألهمني الله دعاء شئ لم أكن أدعوا به من قبل ، أصبر علي الوضع الحالي وأحاول جهدي حتي انقطع حبلي ولم يأت علي خاطري أن أغير الدعاء أو أدعو بصيغة أخري ربما كان  فيها فلاحي ونجاحي
وعندما ألهمني الله الدعاء علمت أن الله قد أذن في الحل والمخرج
ومن وقتها وأنا أهيئ نفسي لجائزة الله التي ألهمني بالدعاء بها
وكلما دخلت في حوار مع زوجتي بشأن أي شئ قلت لها لقد دعوت هذا العام بدعاء لم أدعوا به من قبل ولعل الله قد أذن في الإجابة فألهمني الدعاء
أما ماهو هذا الدعاء فهذا سر آخر لم يحن بعد وقت البوح به
اللهم استرنا في الدنيا والآخرة وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين

سر الأسرار

بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله العظيم ، سر الاسرار حاجة غريبة جدا ، مع إنه سر الاسرار إلا إن الناس كلها تقريبا تعرفه ومع معرفتها له إلا أن قليل من الناس بل أقل القليل هو من يستفيد من ذلك السر ، وحين أفصح لكم عنه وآتي لكم ببعض الشواهد ستجدون أنه السر وراء عظمة العظماء ، ونبوغ النبغاء ، ونجاح الناجحين وفلاح الفالحين
السر باختصار يتمثل في جملة واحدة كلنا حافظنها ، وسمعناها مئات المرات ولكن من تفطن لما بها من أسرار واستعملها بالطريقة الناجعة هؤلاء هم القلة للأسف عبر تاريخ طويل عريض
السر هو
الجزاء من جنس العمل
 قد تبدو الجملة لشهرتها نصف بيت شعر أو قول مأثور أو حكمة وينتهي الأمر علي ذلك ونحن بالطبع نحفظ آلاف الحكم والمواعظ والمأثورات
إنتبه الامر مختلف
فهذه من الجمل السحرية التي تنطوي علي خير عظيم وأسرار ليس لها أول ولا آخر لو فقهنا معانيها
تعالوا نغوص علي المعاني المتضمنه لعبارة الجزاء من جنس العمل
من عمل علي سعادة غيره سعد هو فالجزاء من جنس العمل
من عمل علي تعليم غيره تعلم هو فالجزاء من جنس العمل
من عمل علي إكفاف غيره المؤنة والمشقة رفعت عنه هو الكلفة والمشقة
من سعي لأخيه في حاجته سعي الله في حاجته
من كان في عون أخيه كان الله في عونه
يمكننا أن نعد مئات الاغراض والمواقف التي يمكنك أن تجنيها وتحصل عليها بمجرد أن تسعي فيها لأخيك المسلم الذي يحتاجها فيكون الله في عونك أنت فتقضي حاجتك
وأقسم بالله غير حانث ما من كلمة كتبتها وكنت صادق مع الله فيها أن أفيد غيري إلا وجدت أثرها في حياتي أولا
ومن المواقف التي أذكرها أني كتبت عدة مقالات بعنوان أفضل طريقة للتوفير  وهي عدة مقالات وضعت فيها خبرتي كمتسوق وتأملاتي في ردود أفعالي وتحليلها عبر فترة طويلة وما إن كتبت تلك المقالات وذهبت بعدها للتسوق إلا ووجدت نفسي أحذق من ذي قبل في الشراء ، وما ذلك إلا لأن الجزاء من جنس العمل

وحين تنظر في حال الأئمة الكبار تجد أن هذا السر لم يكن خافيا عليهم بل كانوا يتعاملون بأسرار كثيرة لم نعلمها بعد، أضرب لك مثال
شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - حبيب قلبي - تجده أجاز طلب الدعاء من الغير إذا قصد الطالب أن ينفع المطلوب منه بتأمين الملائكة علي ذلك
رحم الله ابن تيمية اللهم ارزقه الفردوس الأعلي من الجنة  ، اللهم ارحم علماء المسلمين جميعا
أنظر لنفسك ما ترغب أن تكونه وساعد إخوانك عليه واستعد للمكافئة فالجزاء من جنس العمل

سر نجاح الأعمال

سر نجاح الاعمال

في دنيا المال والأعمال هناك سر للنجاح ألا وهو قلة التكاليف والمرونة الاستراتيجية ، وقلة التكاليف شئ معروف ولكن ما المقصود بالمرونة الاستراتيجية ؟
ما أقصده بالمرونة الاستراتيجية عدة أشياء :
1- التركيز علي الخدمة دون الهيئة وبالتالي الحرص علي تأدية الخدمة في هيئات شتي وهذا يؤدي إلي التجديد المستمر داخل منشأت الاعمال
2- رفع قيمة مصلحة العميل إلي أن تصبح هي رسالة المؤسسة وليست الربحية ، والربحية تصبح نتيجة للعمل علي مصلحة العميل.
3- مراعاة التغييرات السريعة التي تنتاب أذواق العملاء ورغباتهم وإهتماماتهم والقدرة المتواصلة علي تلبية تلك الرغبات سريعة التغير

سر الصلاة

و كان سرُّ الصلاة و لُبها إقبال القلب فيها على الله ، و حضوره بكلِّيته بين يديه ، فإذا لم يقبل عليه و اشتغل بغيره و لهى بحديث نفسه ، كان بمنزلة وافد وفد إلى باب الملك معتذرا من خطاياه و زلاته مستمطرا سحائب جوده و كرمه و رحمته ، مستطعما له ما يقيت قلبه ، ليقوى به على القيام في خدمته ، فلما وصل إلى باب الملك ، و لم يبق إلا مناجته له ، التفت عن الملك وزاغ عنه يمينا و شمالا ، أو ولاه ظهره ، و اشتغل عنه بأمقت شيء إلى الملك ، و أقلّه عنده قدرا عليه ، فآثره عليه ، و صيَّره قلبة قلبه ، و محلَّ توجهه ، و موضع سرَّه ، و بعث غلمانه و خدمة ليقفوا في خدم طاعة الملك عوضا عنه و يعتذروا عنه ، و ينوبوا عنه في الخدمة
من كلام ابن القيم رحمه الله

متي يتحول الدعاء إلي سلاح ؟

كيف يكون الدعاء سلاح؟


قال الله تعالي " ولا علي الذين إذا ما آتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون " التوبة -92
جاءوا الرسول راغبين في الجهاد في سبيل الله نصرة لدينة وطاعة لرسوله ولكنهم فقراء ليس لديهم السلاح وليس لديهم الخيل التي يذهبون بها إلي ميدان المعركة
هنا اعتذر لهم الرسول صلي الله عليه وسلم أنه لا يجد ما يحملهم عليه إلي أرض المعركة حيث شرف الشهادة أو النصر المؤزر
عندها انفطرت أعينهم بالبكاء
بعدما أنفطرت قلوبهم قبلها حزنا ألا يجدوا ما يحملهم إلي ميادين المعركة
عند هذا الحد يتحول الدعاء إلي سلاح
بعدما أخذوا أجر النية ولحقهم حزن القعود خلف صفوف المسلمين المجاهدين في سبيل الله
متي أيضا يتحول الدعاء إلي سلاح


كان رسول الله صلي الله يعد العدة ويجيش الجيوش
ويسوي بين الصفوف
ويجتهد في وضع الخطة ويلبس لأمته ودرعه
ثم يقف بين يدي الله يبكي ويتضرع إلي الله أن ينصره ويعز دينه وينصر حزبه
بعدما بذل كل ما في وسعه من أخذ بالاسباب
يدعوا ويتبتل إلي رب الاسباب ومسببها
ويطلب منه النصر

ومتي أيضا يتحول الدعاء إلي سلاح فعال

ذلك الدعاء المبارك للشيوخ والكبار والضعفاء الذين ليس لهم حيله
فهؤلاء دعائهم هو سلاحهم لا يملكون غيره
ونحن نستحلف هؤلاء بالله أن يدعوا إلي إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان

سر الدعاء المستجاب

سر الدعاء المستجاب


ما هو الدعاء المستجاب
في تلك الاوقات الشريفة المباركة
تتضرع الالسنة بالدعاء
تجد وتجتهد في الطلب من المولي عز وجل
تري هل هناك دعاء بمجرد رفعه إلي المولي عز وجل يكون مستجاب
نعم هناك دعاء مستجاب
إذن ماهي خصائصه ما هي صيغته
طويلة أم قصيرة
إليك سر الدعاء المستجاب
سر الدعاء المستجاب
أن يخرج من قلب عبد انقطعت به الاسباب
ويعتقد في رب الارباب أنه ذو السلطان النافذ علي كل شيء
في السماء وفي الماء وفي الجبال وفي الارض وعلي الرياح
بأي صيغة المهم أن تتضرع إلي الله بقلب لايجد مخرج إلا الله
لا يجد ذو سلطان نافذ علي كل شيء إلا الله


أمثلة:
دعوة ذو النون


"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "


استجاب الله دعوته لأنه دعا من يعلم أن سلطانه نافذ علي الحوت وعلي البحر وفي كل شيء


عندما تنقطع الاسباب التي تتعلق بها القلوب إلا الله عندها الإجابة


دعوة أصحاب الكهف


"ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا "


ذهبوا إلي الكهف يطاردهم الملك وأعوانه لا يعلمون مخرج ولا منجي إلا الله


قول الرسول صلي الله عليه وسلم لابي بكر في الغار


مابالك باثنين الله ثالثهما بعدما وقف المشركون علي الغار وقال ابوبكر رضي الله عنه لنظر أحدهم عند قدمه لرآنا


دعوة من حبستهم الصخرة في الغار


فإنهم تضرعوا بصالح أعمالهم التي فعلوها إبتغاء مرضاة الله لمن يملك السلطان والنفوذ الكامل علي الجبل


حتي انفرجت الصخرة وخرجوا يمشون


والقصص كثيرة
الرابط بينها
و السر فيها
هي خروج الدعاء من قلب يعتقد الاعتقاد الجازم في سلطان الله وطلاقة قدرته علي كل شيء
علي الارض والسماء وفي الرياح والجبال والبحار


اللهم انصر دينك وسنة نبيك وعبادك الصالحين
اللهم انصر إخواننا في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان وفي كل مكان
اللهم اشتاقت الارض لعدلك ورحمتك فحكم فينا شرعك
اللهم أردد علينا خلافة الارض
اللهم مكن لكتابك
اللهم حكم فينا شرعك
اللهم اخز أعدائك اعداء الدين
اللهم صلي علي النبي محمد وعلي آله وصحبه وسلم

سر البر

سركيف تنال البر هو النفقة مما تحب
قال تعالي : " لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون "

سر المزيد

سر المزيد من الشئ هو الشكر عليه
قال تعالي : " ولئن شكرتم لأزيدنكم "
 وسر الشكر هو تسخير النعمة في رضي المنعم

علاج الخوف

علاج الخوف هو التوكل علي الله

وسر التوكل هو هداية السبيل
قال تعالي : " ومالنا لا نتوكل علي الله وقد هدانا سبلنا "

وهداية السبيل لا تأتي إلا بالجهاد في الله
قال تعالي : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "

سر التوفيق والنجاح

سر التوفيق والنجاح

كل منا يبدأ في العمل منا من ينكص علي عقبيه ومنا من يكمل الطريق ، منا من ينجح في العمل ويتقنه ويكمله ويستمر فيه ومنا لا ينجح ولا يتقن ولا يستمر ولكن ما سر ذلك
سر ذلك الإخلاص فما كان لله بقي وما كان لغير الله ذهب
"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ "
كثير من الناس كتب السنة وجمعها وكثير من الناس كان يطلب العلم والحديث فلقد كانت مجالس أهل العلم في بعض الأزمان تعد بالآلاف ولكن كم رجل بقي كتابه مثل البخاري هذا ما أقوله حين يكون الباعث علي العمل والهدف والقصد من وراءه هو الله ، والله وحده عندها فقط يكتمل العمل وينجح ويستمر ويأتي أُكله
وهذا السر هو من أصعب الاسرار تحقيقا فتجريد النية أمر شاق جداً
ولكن من استعان بالله علي تجريدها وفقه الله برحمته وفضله

سر الهداية

سر هداية السبيل

كل منا يسير في طريقه ولكن من منا طريقه هو السبيل الصحيح ، من منا سبيله هو السبيل المستقيم والطريق القويم ، لذلك سر
أما من سار علي طريق أبائه وأجداده أو من سار علي طريق رأي الناس تسير فيه فسار معهم فإن هذا ليس بالسبيل القويم وصاحبه يوشك أن يسأل من هو نبيك وما هو دينك فيقول ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته
فلكي تُهدي السبيل عليك بالجهاد في الله فمن جاهد في الله هُدي السبيل
 قال الله تعالي :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
وإن تعجب تعجب أن الرسول صلي الله عليه وسلم قبل البعثة ألم يكن يذهب إلي غار حراء يتعبد ويجاهد في الله فما بالنا نحن نترك الجهاد في الله ونظن اننا هُدينا السبيل

سر الموت

سر الموت

ما هو الموت ؟
قلنا ان سر العزة هي الزهد في الدنيا وحب الموت وسر الذل هي حب الدنيا وكراهية الموت ، فما هو الموت
الموت هو تسريح من الخدمة
من فهم الموت علي أنه نهاية الخدمة والانتقال إلي مرتبة أسمي وأعلي فيها الجزاء والنعيم والتمتع بلا كلفة أو مشقة فيها الجنان وحور العين ورؤية الرحمن
من عرف الموت هكذا بالله عليكم هل يخاف منه أم يشتاق إليه
الموت هي تسريح من الخدمة ذلك هو سره الذي به تحبه
ولقد ضرب الله لنا مثلا لعلنا نفهمه نفهمه ألا وهو تلك الدودة - دودة القز حين تصنع حول نفسها الشرنقة - التي تموت فتصبح فراشة بعدما تكفن نفسها في شرنقتها هل قبل موتها تستطيع أن تطير لا والله كانت مجرد دودة ولكنها حين تموت الدودة تولد الفراشة ، وكذلك نحن
فلا تنسي أبداً ذلك السر الخطير بأن الموت تسريح من الخدمة

سر العز

سر العز


يعيش كل منا حياته الخاصة به منا من يعيش في عز ومنا من يعيش ذليل النفس وبين الذل والعزة فرق خطير ، وسر كبير ، وسر العزة هو الزهد في الدنيا وحب الموت وسر الذل حب الدنيا وكراهية الموت ، فمن زهد في الدنيا وأحب الموت عاش عزيز النفس ومن فعل غير ذلك كان ذليلا ولا شك


سر الرزق الوفير

سر الرزق الوفير


من منا لايريد الرزق الوفير ؟
من يشاهد الصنائع المختلفة والمهن المتشعبة وأنواع الأعمال ودروب الرزق يجد شئ عجيب ألا وهو أن في كل مهنة وفي كل درب من دروب الصنائع وكسب العيش هناك أثرياء في تلك المهنة أو في هذه الصنعة
ولكن ما سر ذلك ؟
سر وفرة الرزق شئ واحد وواحد فقط ألا وهو إتقان العمل
فمن يتقن عمله كائنا عمله ما كان يصيبه الرزق الوفير

سر السعادة

سر السعادة

السعادة هي ما حيرت أولي الألباب وهي ما سعي إليها الفلاسفة والعلماء والعقلاء بل والناس أجمعين فمن منكم من يريد أن يكون غير سعيد ؟
لا أحد ، فالسعادة هي المطلوب الذي أجمعت عليه كل البشرية
ومع شعبية السعادة وذيوع شهرتها وكثرة الرغبة فيها وكثرة الحديث عنها أخطأتها الأعين وغفلت عنها الألسن وجانبتها القلوب
وما ذلك إلا لأننا جميعا لم نعرف معني السعادة
وحين تحدث الحكماء والفلاسفة والعلماء وقعوا في خطأ عظيم ، وهذا الخطأ العظيم هو ما أوقع الناس في حيرة شديدة
وذلك أن كل من هؤلاء إنما وصف السعادة من وجهة نظره هو ، وتلك الوجهة لا تقرب الحقيقة ولا تدانيها إلا بقدر ضئيل هو قدر فهم هذا العالم أو ذاك الفيلسوف
ثم أنك حين تسبر غور هؤلاء الفلاسفة والحكماء والعلماء تجدهم غير سعداء
فكيف إذن تكون السعادة؟
فالسعادة مركب مكون من عدة أجزاء لا تتحقق إلا بتحقق جميع أجزاءه
ومن فقد جزء أو أكثر من تلك الأجزاء يتصور السعادة في الجزء المفقود
فالمريض يري السعادة في الصحة والعافية
والفقير يري السعادة في الغني والثراء
والدميم يري السعادة في الجمال
والعيي يري السعادة في الفصاحة والبلاغة
والوحيد يري السعادة في الحب والألفة والمؤانسة
وهكذا كل يبغي السعادة فيما هو محروم منه
ولكن هل لو تحقق له الجزء المفقود عندها يصبح سعيداً ؟
للأسف لا يحدث ذلك ، ولذلك سر أريد أن أبوح لكم به ألا وهو سر السعادة
السعادة أن تحيا حياتك كلها وأنت مستمتع بها مطمئن القلب خال البال هادئ النفس قرير العين مسرور الفؤاد وكل لحظة لا تكون عليها علي هذه الحال فأنت فيها بعيد عن السعادة
ولكن كيف تتحقق لك الحياة كما سبق وأن وصفت ؟
قديما قالوا إذا أردت أن تخفي شيئاً عليك أن تضعه في مكان بارز أمام كل الأعين
فالسعادة هي أمام أعيننا ولكننا لا نراها
السعادة تنبع من الإيمان ، فإذا أنت آمنت بالله العزيز الحكيم القوي القاهر اللطيف الودود السميع البصير عندها وعندها فقط تغمرك السعادة فتجد كل أحوالك مع الإيمان فيها البشر والمرح والسرور فيها السكينة والهدوء
لا تعنيك الأموال ولا تقلقك كثرتها أو قلتها فربك وآلهك هو الغني
لا يقلقك المرض فربك وآلههك هو الشافي
لا تخاف الموت أو تلهيك الحياة فربك وآلهك يحي ويميت
لا تخشي أو تخاف أو تقلق من أي شئ في الكون كله، فالدنيا بأسرها مسخرة لك طالما حافظت علي واجبات العبودية ، ولكن عبودية لمن عبودية لمن يقول كن فيكون
بالله عليكم من هذا حاله ففيما يقلق أويتعذب أو يتحسر فإنه لم يفته شئ ولن يفوته شئ طالما هو مع الله رب الكون وإلهه بديع السموات والأرض الرحمن الرحيم الحي القيوم كيف يخاف أو يقلق أو يضعف من يعبد الله رب الكون ومليكه
كيف لا يسعد من يديم صحبة المولي عز وجل بالطاعة ويأنس بالاستغفار ويتلذذ بالخلوة وإذا ما دعاه الداعي أن هلما إلي ما يرضي الله هب وتنشط وبادر وعمل بما أوجبه عليه الملك
عندها وعندها فقط ينام حين ينام وهو قرير العين
يصحو حين يصحو وهو مسرور الفؤاد
يعمل حين يعمل هادئ النفس خال البال مطمئن القلب
تلك والله هي السعادة ولقد دعانا إليها الله ورسوله فاستجاب من استجاب وخاب من خاب

السر يعني القانون

السر هو القانون



أحيانا يعني السر أي القانون فسر الشئ أي قانونه الحاكم


فإن قلنا أسرار المادة أي قوانينها الحاكمة لها


سر قوة الأذكار

سر قوة الأذكار

لقد وجدت من أسرار الأذكار أشياء عجيبة شديدة العجب ولقد وجدت كثير من علماءنا رحمهم الله من له أحوال أشد عجبا مع بعض الأذكار وكان يدفعني هذا إلي البحث عما وراء ذلك كله ألا وهو ما هو سر قوة الأذكار
والسر وراء ذلك هو الله
إن الأذكار سواء كانت من كتاب الله أو من كلام رسوله صلي الله عليه وسلم – قال الله تعالي : " وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي " فإن بها قوة مستمدة من الله عز وجل خالق الكون ومبدعه وخالق الاسباب ومسببها
نعم فالله عز وجل يخلق بكن فيكون فالخلق كلمة وحين يعطينا كلاماته ويعرفنا ببعض أسرارها أو يوصينا باستعمالها فإن القوة الموجودة في تلك الكلمات هي من قوة الله عز وجل وهذه أكبر قوة ممكن للإنسان أن يحصلها علي الإطلاق
لذا تتوقف فاعلية الأذكار ونتائجها علي قوة الإيمان بالله
فأبوبكر رضي الله عنه وإيمانه الراسخ بالله لا يعدله غيره ممن هو أقل إيماناً
وقولنا أٌقل إيمانا نعني به ما عناه العلماء بأن الإيمان يزيد وينقص ويقصدون درجات اليقين وليس أًصل الإيمان
لذا من أراد أن يحصل أكبر قدر من قوة الأذكار عليه أن يقوي إيمانه ، ومن وسائل تقوية الإيمان العمل الصالح ومن العمل الصالح الأذكار
فالأذكار نفسها تقوي الإيمان وهذا من أبدع ما يكون سبحانك ربي ما أعظمك

هل يحتاج السر إلي برهان ؟

هل يحتاج السر إلي برهان ؟


كثيرا ما كنت أجهد نفسي في أقناع غيري ببعض الأشياء حتي بان لي أن سلوكي كان خطأ كبير ، لماذا أتعب نفسي في الاقناع بل كل ما علي أن أقول رأيي في بساطة ودون تكلف ، وعليك أنت تقع المسؤولية ، لك أن تأخذ به ولك أن ترفضه ، ليست تلك مشكلتي في الحقيقة بل مشكلتك انت ، عليك أن تبذل وسعك وجهدك لمعرفة الخطأ من الصواب ، والحق من الضلال فتلك مهمتك وعليها ستسأل يوم القيامة ، أما واجبي أنا أن أعرض عليك ما أراه صوبا في صدق وإخلاص دون تكلف أو تعنت فرسالتي إلي رجال أتعبهم السير بحثا عن الطريق فها هو الطريق وتلك إذن أسراره
أما المتشككين فلن يزول تشككهم بقسم أقسمه لهم علي صدق كلماتي أو عرق أبذله وأنا أحشد تلك الأدلة التي تبين حقيقة قولي وصدقه ،
أما المتشككين فسوف يعيشون حياتهم دائما في شك وقلق وبعد مضي الزمان وحين يشيب شعرهم سيعلمون ان الطريق كان واضح طول الحياة ولكنهم لم يسلكوه وعند المولي عز وجل لن يكون لهم حجة ولن ينفعهم إنكار
في كل سر أبوح به هنا مئات الشواهد وآلاف الأدلة لكني لن أذكرها يكفيني أن أذكر أن هذا سر من الأسرار وعندها تقع كل المسؤلية عليك أنت وحدك وهذا ما أريد أن يكون واضحا أنت المسؤول عن نفسك وعن أفعالك واختياراتك وعن نتائج ذلك كله

سر القوة

إحترت قليلا ما هي أهم الاسرار أو أول الاسرار التي يجب أن أفصح عنها وأبوح بها وأنا أكره الحيرة وأكره التردد لذا لن أعتمد علي خطة في البوح بالاسرار

كثير منا يرغب في القوة ويحبها ويسعي إلي امتلاكها وقليل منا من ذهب ليتعرف علي سر القوة لذا دعوني أبدأ بسر القوة
ما هو سر القوة ؟
كنا ونحن صغار نلعب في الشارع كان منا من هو قوي البنيان ومنا من دون ذلك وكان يمر بنا دوماً رجل طويل نحيف ذو بشرة سمراء ، وكان يمر في أوقات منتظمة صيفا وشتاءا ، حتي وقت هطول المطر تراه مرا من هناك
وفي مرة أحد أصدقائي الاقوياء كان يقف بالناصية ومر بجواره هذا الرجل النحيف ذو البشرة السمراء الطويل ولم يره فالتلفت فخبط بيده كتف صديقي عندها صرخ صديقي من شدة الالم فاعتذر له الرجل ومر الموضوع ولكن صديقي تعجب من قوة الرجل فلقد كان يلتفت دون وعي أو قصد ومع ذلك آلمت حركة يده صديقي وأوجعته مع ما بدا عليه من نحافة وضعف
استعجبنا جميعا ، ولكنه لم يدم العجب طويلا إذ لاظنا أن كثرة مروره من هنا إنما هو للذهاب إلي الصلاة والتردد علي المسجد الذي كان موجودا علي الناصية الاخري من الشارع
فهل كانت الصلاة سبب قوته وسرها ؟
كانت السيدة فاطمة الزهراء بنت الحبيب محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم متزوجة بعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وفي يوم قال سيدنا علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها اشتكت ما تلقي من الرحي في يدها ، وأتي النبي صلي الله عليه وسلم سبي ، فانطلقت فلم تجده ، ولقيت عائشة رضي الله عنها وأخبرتها ، فلما جاء النبي صلي الله عليه وسلم ، أخبرته عائشة بمجئ فاطمة رضي الله عنها إليها ، فجاء النبي إلينا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبنا نقوم فقال النبي صلي الله عليه وسلم " علي مكانكما" فقعد بيننا حتي وجدت برد قدمه علي صدري ، وقال " ألا أعلمكما خيراً مما سألتما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما ، أن تكبرا الله أربعاً وثلاثين ،و تسبحاه ثلاثاً وثلاثين ، وتحمداه ثلاثاً وثلاثين ، فهو خير لكم من خادم "
وهذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم
ولكن ما معني ذلك ، ذهبت السيدة فاطمة رضي الله عنها تريد خادمة لتعينها علي أعمال المنزل فلقد اشتكت وجع في يديها من الرحي فأخبرها النبي صلي الله عليه وسلم بذكر تقوله عند النوم ، هل يقوي ذلك الذكر البدن فلا يحتاج المرء معه إلي خادم ؟
نعم يفعل ذلك


القوة هي الطاقة وهي القدرة علي العمل ، وهذا شئ حسي مادي وهذا ماكانت تسأل عنه السيدة فاطمة رضي الله عنها وقد أجابها النبي صلي الله عليه وسلم بأفضل من ذلك بذكر تقوله فالذكر يقوي بدنها فلا تحتاج إلي خادمة إذ الجهد الزائد الآتي من فضل الذكر وقوله أكبر بكثير من جهد أي خادمة كما انها تأخذ علي هذا الذكر الأجر والثواب وترتقي في درجات الجنة

ولكن لماذا أربع وثلاثين ولماذا ثلاث وثلاثين إلي الآن هذا ما زال سراً ، ولكنه سر لا يتوقف علي معرفته عمل أو فائدة فلدينا الذكر ولدينا أُثره وفائدته أما سر التركيبة فلا تعنينا الآن في شئ
ولكن ما سر قوة الذكر ؟
هذا سؤال جيد
سر قوة الذكر هو ما نقوله في التدوينة القادمة

الباب


كثيراً ما شغلتني الاسرار ، فالغموض والسرية أحد الاشياء التي تنشط ذهني وتجتذبني بقوة كالمغناطيس تماماً ، منذ كنت صغيرا لم أكن أقف عند الظواهر بل أتعمق أكثر أبحث عن المعني الباطن عن الرسالة المشفرة عن السر في كل ما يحدث



أحيانا كنت أحاول أن أحكي مثل تلك الاشياء لمن هو قريب مني فكان يضحك مني ويسخر ، فالمعني لديه واضح لا يحتاج إلي معاني باطنة أو رسائل سرية ، فالحياة بالنسبة له شئ واقع وكل ما يتعلق بها واقعي جدا


أما أنا فقد كنت ومازلت أري الحياة سر ولغز كبير وكنت ومازلت جاهدا في اكتشاف سر غموضها ، في تلك الرحلة التي قربت أن تتم 37 عام تجمعت لدي كثير من تلك الاسرار ولكن هل اموت وأنا أحمل معي ما وجدت من أسرار أم أضعها في مكان تتلاقي عنده العقول تأخذ منها وتضيف إليها حتي تنكشف الحقيقة كاملة يوما ما


هذا ما أختارته ان أضع كل ما وجدت من أسرار في مدينتي السرية أو مدينة الاسرار ، وعلي باب المدينة مفتاحها وفاتحتها الذي هو من أسر الاسرار


ولكن حتي نكون صادقين مع ما سأبوح به هنا من أسرار ستبقي هناك أيضاً أسرار


فلتسامحوني علي بقاء ذلك الهامش الضيق من السرية في مقابل أن تتجولوا منطلقين بكامل حريتكم داخل أسوار مدينتي السرية أو مدينة الاسرار


إلي لقاء