سر القوة

إحترت قليلا ما هي أهم الاسرار أو أول الاسرار التي يجب أن أفصح عنها وأبوح بها وأنا أكره الحيرة وأكره التردد لذا لن أعتمد علي خطة في البوح بالاسرار

كثير منا يرغب في القوة ويحبها ويسعي إلي امتلاكها وقليل منا من ذهب ليتعرف علي سر القوة لذا دعوني أبدأ بسر القوة
ما هو سر القوة ؟
كنا ونحن صغار نلعب في الشارع كان منا من هو قوي البنيان ومنا من دون ذلك وكان يمر بنا دوماً رجل طويل نحيف ذو بشرة سمراء ، وكان يمر في أوقات منتظمة صيفا وشتاءا ، حتي وقت هطول المطر تراه مرا من هناك
وفي مرة أحد أصدقائي الاقوياء كان يقف بالناصية ومر بجواره هذا الرجل النحيف ذو البشرة السمراء الطويل ولم يره فالتلفت فخبط بيده كتف صديقي عندها صرخ صديقي من شدة الالم فاعتذر له الرجل ومر الموضوع ولكن صديقي تعجب من قوة الرجل فلقد كان يلتفت دون وعي أو قصد ومع ذلك آلمت حركة يده صديقي وأوجعته مع ما بدا عليه من نحافة وضعف
استعجبنا جميعا ، ولكنه لم يدم العجب طويلا إذ لاظنا أن كثرة مروره من هنا إنما هو للذهاب إلي الصلاة والتردد علي المسجد الذي كان موجودا علي الناصية الاخري من الشارع
فهل كانت الصلاة سبب قوته وسرها ؟
كانت السيدة فاطمة الزهراء بنت الحبيب محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم متزوجة بعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وفي يوم قال سيدنا علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها اشتكت ما تلقي من الرحي في يدها ، وأتي النبي صلي الله عليه وسلم سبي ، فانطلقت فلم تجده ، ولقيت عائشة رضي الله عنها وأخبرتها ، فلما جاء النبي صلي الله عليه وسلم ، أخبرته عائشة بمجئ فاطمة رضي الله عنها إليها ، فجاء النبي إلينا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبنا نقوم فقال النبي صلي الله عليه وسلم " علي مكانكما" فقعد بيننا حتي وجدت برد قدمه علي صدري ، وقال " ألا أعلمكما خيراً مما سألتما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما ، أن تكبرا الله أربعاً وثلاثين ،و تسبحاه ثلاثاً وثلاثين ، وتحمداه ثلاثاً وثلاثين ، فهو خير لكم من خادم "
وهذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم
ولكن ما معني ذلك ، ذهبت السيدة فاطمة رضي الله عنها تريد خادمة لتعينها علي أعمال المنزل فلقد اشتكت وجع في يديها من الرحي فأخبرها النبي صلي الله عليه وسلم بذكر تقوله عند النوم ، هل يقوي ذلك الذكر البدن فلا يحتاج المرء معه إلي خادم ؟
نعم يفعل ذلك


القوة هي الطاقة وهي القدرة علي العمل ، وهذا شئ حسي مادي وهذا ماكانت تسأل عنه السيدة فاطمة رضي الله عنها وقد أجابها النبي صلي الله عليه وسلم بأفضل من ذلك بذكر تقوله فالذكر يقوي بدنها فلا تحتاج إلي خادمة إذ الجهد الزائد الآتي من فضل الذكر وقوله أكبر بكثير من جهد أي خادمة كما انها تأخذ علي هذا الذكر الأجر والثواب وترتقي في درجات الجنة

ولكن لماذا أربع وثلاثين ولماذا ثلاث وثلاثين إلي الآن هذا ما زال سراً ، ولكنه سر لا يتوقف علي معرفته عمل أو فائدة فلدينا الذكر ولدينا أُثره وفائدته أما سر التركيبة فلا تعنينا الآن في شئ
ولكن ما سر قوة الذكر ؟
هذا سؤال جيد
سر قوة الذكر هو ما نقوله في التدوينة القادمة

0 Response to "سر القوة"

إرسال تعليق